اسباب جلطة الشريان التاجي: احذر تناول المقليات والدهون المهدرجة

جلطة الشريان التاجي إحدى الحالات المهددة لصحة الإنسان، إذ تعيق تدفق الدم إلى عضلة القلب، ما يزيد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية، وتلف أنسجة عضلة القلب.

دعونا نتعرف في سطور هذا المقال إلى اسباب جلطة الشريان التاجي، وعلى الوسائل العلاجية الطارئة المتبعة لتفادي مضاعفات تلك الإصابة.

ما هو الشريان التاجي؟

شرايين القلب التاجية هي الشرايين المسؤولة عن مد عضلة القلب بالدم والأكسجين اللازمين لتغذيتها، وتنقسم الشرايين التاجية إلى نوعين: الرئيسية التي تتضمن الشريان التاجي الأيسر (LMCA)، والشريان التاجي الأيمن (RCA)، والفرعية التي تغذي مناطق محددة في بعضلة القلب. وتلعب الشرايين التاجية دورًا حيويًا في مد عضلة القلب بالأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

وفي حال ضيق أحد الشرايين التاجية أو انسداده، فقد يُصاب تدفق الدم بقصور يمنعه من الوصول إلى العضلة القلبية، الأمر الذي ينتج عنه مضاعفات خطيرة، مثل الذبحة الصدرية (ألم في الصدر)، والنوبات القلبية المفاجئة.

اقرأ أيضاً: أبرز 9 اعراض قصور الشرايين التاجية

اسباب جلطة الشريان التاجي

جلطات الشرايين التاجية عادة ما لا تحدث بين ليلة وضحاها، فهي نتاج عوامل عدة تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية تدريجيًا، وتشمل اسباب جلطة الشريان التاجي:

• تراكم الدهون: تتراكم الدهون حول جدران الشرايين بسبب الأنماط الغذائية الخاطئة التي تتضمن تناول الدهون المشبعة والزيوت المهدرجة، الأمر الذي يؤدي إلى ضيقها وتصلبها بمرور الوقت، والإصابة بالجلطات.

• التهاب الأوعية الدموية: يعد التهاب الأوعية الدموية أحد أهم اسباب جلطة الشريان التاجي، لأن هذا الالتهاب يسبب إتلاف الجدار الداخلي للشرايين، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل في مسار الدم، وبالتالي ارتفاع احتمالية معاناة الجلطات الدموية.

• العوامل الوراثية: العوامل الوراثية أحد اسباب جلطة الشريان التاجي التي تزيد احتمالية الإصابة بتَكَوُن الجلطات.

• السلوكيات الخاطئة: بعض العوامل السلوكية قد تزيد احتمالية الإصابة بتصلب الشريان التاجي، مثل التدخين وقلة النشاط البدني.

اعراض انسداد الشريان التاجي

تظهر اعراض انسداد الشريان التاجي عندما تسبب جلطة دموية في منع التدفق الدموي إلى عضلة القلب، تشمل تلك الأعراض:

• آلام الصدر: قد يشعر المريض بألم حاد أو ضغط على الصدر، وقد يمتد الألم إلى الذراعين والكتفين، ويصف المرضى هذا الألم بـ”طعنات السكين”.

• ضيق التنفس: قد يعاني المصاب باعراض انسداد الشريان التاجي من صعوبة التنفس في أثناء بذل المجهود البدني البسيط أو خلال أوقات الراحة، وعادة ما يعود سبب ذلك إلى ضعف تدفق الدم إلى عضلة القلب، ما يعني عدم حصولها على الأكسجين اللازم.

• دقات القلب غير المنتظمة: قد يلاحظ المريض تسارع غير طبيعي في دقات القلب حتى أنه في قد يشعر بانتفاض جسده مع كل دقة.

• الدوار والإغماء: قد يشعر المريض بالدوار وفقدان التوازن، ما قد يؤدي إلى إصابته بإغماء نتيجة بسبب عدم تدفق الدم بشكل كافٍ إلى الدماغ.

• الغثيان والقيء: قد يشعر المريض بالغثيان وقد يتقيأ في أثناء حدوث النوبات القلبية نتيجة تأثير انسداد الشريان التاجي في إمداد الجهاز الهضمي بالدم اللازم.

رغم أن أعراض الانسداد قد تكون شائعة، يعاني بعض المرضى المشكلة دون ملاحظة أعراض واضحة، وهنا تأتي أهمية الفحص الدوري لوظائف القلب، لا سيما لدى الأفراد الذين يمتكلون تاريخًا عائليًا للإصابة بالمرض.

تعرف أيضاً على: أخطر 4 اعراض جلطة الشريان التاجي

علاج انسداد الشريان التاجي

لا شك أن علاج انسداد الشريان التاجي يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا عقب اكتشاف الإصابة مباشرة، وذلك بهدف تعزيز تدفق الدم إلى عضلة القلب، والحد من الضرر الناجم عن ضيق أو تصلب الشرايين. وتشمل الإجراءات العلاجية ما يلي:

العلاج الدوائي

يتضمن العلاج الدوائي استخدام الأدوية المضادة للتجلط بهدف إذابة الجلطات واستعادة تدفق الدم، مثل الأسبرين و”تيكوبليدين كلوبيدوجريل”، بجانب استخدام أدوية توسعة الشرايين، مثل “نيتروجليسيرين”، وهي أدوية يستخدمها المرضى تحت إشراف الطبيب المختص.

القسطرة

يهدف هذا الإجراء إلى إدخال قسطرة عبر خلال الشريان الموجود في الفخذ أو الذراع وتوجيهها مباشرة إلى الشريان التاجي المسدود بهدف التخلص من الجلطات وتوسعة الشريان، ومن ثم تعزيز تدفق الدم.

الجراحة

تستدعي الحالات الأكثر خطورة -التي قد تتلف فيها الشرايين التاجية بأكملها- خضوع المريض لجراحة طارئة تهدف إلى إعادة تدفق الدم إلى الشرايين المتضررة.

وتشمل العمليات الجراحية التي يلجأ إليها الأطباء: عملية القلب المفتوح، وعملية “CABG” التي يحصل فيها الطبيب على شريان أو وريد من منطقة أخرى في جسم المريض، مثل الساق أو الصدر، من أجل استخدامه كمسار جديد للدم.

يصل الطبيب المسار الجديد بالشرايين التاجية المتضررة، الأمر الذي يسمح بتدفق الدم طبيعيًا بجوار المنطقة المسدودة، ما يوفر الأكسجين اللازم لعضلة القلب.

وبعد التأكد من استعادة تدفق الدم إلى الشرايين التاجية، ينبغي للمريض الالتزام بتناول الأدوية المضادة للتجلط بهدف الحفاظ على صحة القلب، ومنع تكرار حدوث المشكلة مرة أُخرى.

إن الحفاظ على صحة القلب يتطلب تغيير النمط الحياتي غير الصحي عبر تجنب العادات المضرة، مثل التدخين، واتباع العادات الصحية، مثل ممارسة الرياضة بانتظام. ولأن الوقاية خير من العلاج، ندعوكم إلى تناول الأغذية المفيدة، مثل الخضروات والفواكه، وتجنب الإفراط في تناول الوجبات الدهنية، والحد من تناول السكريات.