تشخيص وعلاج الجلطة الرئوية

قبل أن نبدأ في شرح طرق تشخيص وعلاج الجلطة الرئوية دعونا أولا نعرف ما هي الجلطة الرئوية
جلطة الشريان الرئوي أو ما يعرف بجلطة الرئة أو الجلطة الرئوية  هى عبارة عن انسداد في الشريان الرئوي الرئيسي أو أحد فروعه،
وعادة ما يكون هذا الانسداد نتيجة جلطة بالشريان. ويؤدي هذا الانسداد الى قلة الإمداد الدموي إلى الرئه وعلى حسب حجم هذه الجلطة
تكون الخطورة، الجلطات كبيرة الحجم تسبب الوفاه المفاجئه وذلك لعدم وصول الدم الى الرئتين، وفي الجلطات الأصغر حجما
تكون الأعراض على حسب الجزء من نسيج الرئة المفتقر للإمداد الدموي.

وعادةً ما تكون جلطات الشرايين الرئوية ناتجة عن انتقالها من مكان آخر بالجسم ومن أشهر هذه الأماكن الساقين نتيجة تجلط الدم في اوردة  الساق العميق

والآن دعونا نشرح بالتفصل طرق تشخيص وعلاج الجلطة الرئوية

 

كيفية تشخيص الجلطة الرئوية:

يعتمد تشخيص الجلطة الرئوية فى الأساس على توقع حدوث الجلطة فى بعض المرضى حيث أن أعراض الجلطة الرئوية تتشابه الى حد كبير
مع الكثير من أمراض القلب والرئتين. ويكون توقع مريض الجلطة الرئوية قائم على الأعراض ووضعية المريض من حيث القابلية
للتجلط والمكوث فى الفراش لفترة طويلة مثل بعد العمليات الجراحي وكذلك فى مرضى الكبد المزمن ومرضى الأورام السرطانية
وعند تناول حبوب منع الحمل أو فى المرأة الحامل. وعند الشك فى تكون جلطة بالشريان الرئوي يتم طلب الفحوصات الآتية:

اختبارات الدم:

لقياس نسب تشبع الدم بالغازات والتى تتأثر فى حالة الجلطة الرئوية، وكذلك قياس ما يعرف ب (الدي ديمر)
والذي يتم إفرازه فى الجسم فى حالة تكون الجلطات بالجسم.

الموجات فوق الصوتية على القلب (الإيكو):

يستخدم الإيكو لإعطاء صورة عن عضلة القلب ووظيفة القلب وخاصة الجهة اليمنى وكذلك يبين تضخم الأذين والبطين الأيمن
بالاضافة الى الإرتجاع فى الصمام الرئوي والثلاثى الشرفات المصاحب للجلطة، كما يمكن للإيكو قياس ضغط الشريان الرئوي وحجمه،
وفى بعض الأحيان يظهر الجلطة و مكانها بالشريان الرئوى

فحص الدوبلر علي أوعية الساقين:

هو عبارة عن جهاز موجات فوق صوتية للأوعية الدموية للكشف عن الجلطات بالأوردة العميقة فى الساقين
والتى تكون السبب الأشهر لتكون جلطة الرئة.

الأشعة المقطعية لتصوير الشرايين الرئوية:

فى هذا الفحص يتم تصوير الشريان الرئوى وتفرعاته بعد حقن المريض بصبغة واستخدام جهاز أشعة مخصوص
ذو تردد مناسب لتصوير الشرايين الرئوية. ويعد هذا الفحص هو الأهم فى تشخيص الحالة كونه دقيق وغير تداخلى.

القسطرة التشخيصية لتصوير الشرايين الرئوية:

من الفحوصات العالية الدقة والتي يتم فيها دخول قسطرة من أوردة الفخذ أو الذراع وصولا للجانب الأيمن من القلب
لحقن الصبغة فى الشريان الرئوي وتصويره. ولا يتم استخدام هذة الطريقة كثيرا بالرغم من دقتها كونها اجراء تداخلى يمكن أن ينتهي ببعض المضاعفات.

الرنين المغناطيسي للقلب والشرايين الرئوية:

يتم تصوير القلب والشرايين الرئيسية ويبين تدفق الدم عبر الشرايين الرئوية ومن خلاله يمكن الكشف عن أى جلطة أو إنسداد.
ويعتبر الرنين المغناطيسى أكثر أماناً من الأشعة المقطعية.

 

علاج الجلطة الرئوية :

يعتمد علاج الجلطة الرئوية  على مجموعة من الحقائق يجب التعرف عليها:

1. الجلطة في الشريان الرئوي الرئيسي مهددة للحياة ولايتم تشخيصها فى العديد من المرضى ( يلقى المريض حتفه قبل التشخيص).
2. الجلطة الكبيرة فى الشريان الرئوي الأيمن أو الأيسر تؤدى الى اختلال جسيم فى العلامات الحيوية للمريض وتستلزم البقاء فى رعاية القلب المركزة.
3. الجلطات الأقل حجما يتم التعامل معها على حسب حجم الضرر الحادث.
4. يجب البدء بالعلاج الفوري لاذابة الجلطة المٌتكوِنة ومنع تكوين المزيد من التجلطات والتخثرات عليها أو بجوارها.
5. يتم اختيار الطريقة المناسبة للعلاج على حسب حالة كل مريض على حدة رجوعا لحالة المريض والذي قد يكون فى حالة سيئة من اضطراب العلامات الحيوية.

  من أهم طرق علاج الجلطات الرئوية:

مذيبات الجلطات الفورية:

مثل الستربتوكيناز والريتابليز وهى مذيبات قوية تٌأخذ من طريق الوريد تحت رقابة طبية دقيقة بالرعاية المركزة، وتعمل على اذابة الجلطة بالشريان الرئوي ولها العديد من الآثار الجانبية الضارة ومن أهمها النزيف الداخلى ولذلك تستخدم فى الحالات شديدة الخطورة.

مسيلات الدم:

تستخدم على نطاق واسع فى جميع مرضى الجلطات الرئوي ويوجد العديد من المسيلات مثل الهيبارين والكليكسان عن طريق الحقن الوريدى أو تحت الجلد، وكذلك مسيلات الدم عن طريق الفم مثل الماريفان والزاليرتو والتى تستخدم لفترات طويلة بعد علاج الجلطات الحادة لمنع حدوث التجلط مرة أخرى.

مضادات الصفائح الدموية:

تستخدم لمنع تراكم الصفائح الدموية وتكوين المزيد من التجلط. وتعتبر علاج مساعد للمسيلات، ومن أهم أدوية هذه المجموعة الأسبرين والكلوبيدوجريل المعروف بالبلافكس.

العلاج التداخلي بالقسطرة:

يتم حقن الجلطة مباشرة بالمذيبات عن طريق القسطرة فى بعض الحالات الخطرة الغير مستقرة التى لاتستجيب للعلاج بمذيبات الجلطات فى المراحل الحادة، كما يوجد نوع معين من القساطر يمكن من خلاله محاولة تفتيت الجلطة الحادة ولكنها غير متوافرة بكثرة ولم تثبت الدراسات فاعليتها فى علاج جلطات الشريان الرئوي.

العلاج الجراحي:

• فى الحالات الحادة يستخدم فى إزالة الجلطات الكبيرة الحجم والتى تؤدى الى عدم استقرار حالة المريض ويتم عن طريق جراحة قلب مفتوح عاجلة ونادرا ما يتم اللجوء للحل الجراحي في الحالات الحادة.
• فى الحالات المزمنة التى يفشل فيها العلاج الدوائي بالمسيلات المختلفة لمدة شهرين فى القضاء على الجلطة الرئوية تتغير طبيعة الجلطة من الصورة التقليدية للجلطة الحادة ويتم التطور الى ما يعرف ب (organized thrombus) والتى لا تستجيب للمسيلات ويجب ازالتها جراحيا قبل الوصول الى مراحل الجلطة المتيبسة وتتم هذه العملية عن طريق جراحة قلب مفتوح بنتائج مرضية ومفيدة للكثير من المرضى.

الفلتر الوريدى:

عبارة عن فلتر يتم تركيبه عن طريق القسطرة فى الوريد الأجوف السفلي لمنع مرور جلطات الساقين الى الجهة اليمنى من القلب ومنها الى الشريان الرئوي ويستخدم هذا الفلتر فى المرضى القابلين لتكون جلطات الساقين وخاصة الغير مستجيبين لمسيلات الدم أو فى حالة عدم القدرة على استخدامها لفترات طويلة لوجود موانع طبية. 

 

 

وبذلك نكون وضحنا تشخيص وعلاج الجلطة الرئوية ويمكنك ايضا التعرف على أنواع وأعراض إرتفاع ضغط الشريان الرئوى في المقال السابق